أم البنين
حُسينٌ للبَقِيعِ أَتَى يُحَيِّيهَا...فَأَبْصَرَهَا دُموعَ الْعَيْنِ تُجْرِيهَا
الى أُمِّ الْبَنِيْنَ وَآيَةِ الصَّبْرِ...حُسينٌ جَاءَهَا مِنْ كربلَا يَسْرِي
رَآهَا مَا تَزَالُ دُموعُهَا تَجْرِي...وَحُزْنًا تَمَلَّأْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
وَمِنْهَا نَالَتِ الْأيَّامُ مَا نَالَتْ...وَعَيْنَاهَا تَصَبُّ الدَّمْعَ مَا زَالَتْ
وَإِذْ فَوْقَ الثَّرَى أحْزَانُهَا سَالَتْ...نَمَتْ فِي الْأرْضِ أَشْجَارًا مَآسِيِهَا
بِهَا الزَّهْرَاءُ لَمَّا أَوَدَعَتْ سِرَّا...وَمِنْ أحْزَانِهَا أَجَرَتْ بِهَا نَهْرَا
لَهَا قَدْ شَيَّدَتْ فِي قَلْبِهَا قَبْرَا...وَأضلاعاً عَلَيْهَا الطُّهْرُ تُحْنِيهَا
لَقَد أَذْهَلْتِ أَجيالاً وَأَجيالا...وَإِذْ وَقَفَ الزَمَانُ إِلَيْكِ إجْلَالَا
فَلَا عَجَبٌ لَوْ أَنَّ وُقُوفَهُ طَالَا...وَعَنْكِ مَلَاَحِمَ الْإِيثَارِ يَرْوِيهَا
وَأَغْنَيْتِ الطُفوفَ بِشِبْلِكِ السَّاقِي...عُطَاشَا كَرْبَلَاءَ وَدِرعِهَا الوَاقِي
رَقَى ظَهْرَ الْخُطُوبِ وَقِيلَ مَنْ رَاقِي...وَلِلزَّهْرَاءِ كَفًّا رَاحَ يُهْدِيهَا
وَأَشْبَالُ الْعُلَا أَوْلَاَدُكِ الْأَرْبَع...قَضَوْا دُونَ الْحُسَيْنِ بكربلَا أجْمَع
هُمُ وَفَّوْا وَمِنْكِ وَفَاءُهُمْ يَنْبَع...الْعَلْيَاءُ لَهُمْ دَانَتْ مَرَاقِيِهَا
لَقَد أَبَكَيْتِ أَحْدَاقَ النَبيينا...كَمَا أَدْمَيْتِ أحداقاً لِمَهْدِيْنَا
وَلِلتَّأْرِيخِ قَوْلٌ فِيكِ يُنبينا...يَقُولُ نُوَاحُهَا أَبْكَى أَعَادِيِهَا
لَقَد صِرْنَا لِأَنْيَابِ الْأُسَى مَرْعَى...وَقَدْ ضَاقَتْ بِنَا أَرْوَاحُنَا ذَرْعَا
لَكِي الْأيَّامُ فِي حَاجَاتِنَا تَسْعَى...يَا أُمَّ الْبَنِيْنَ فَأَنْتِ تَقْضِيهَا