مولد الخير
عليكم سلام الله في هذه الذكرى***ورحمته في مولد الخير والبُشرى
ويا حبّذا ذكرى علينا عزيزة***بمولد بنت الوحي فاطمة الزهراء
وماذا أراني قائلاً في كريمة***محاسنها قد فاقت الحدّ والحصرا
ومن قد حباها الله جلّ جلاله***مقاماً منيعاً حيّر الوهم والفكرا
ومن يسخط الباري لما سخطت له***ويرضى بما ترضى به وكفى قدرا
لها مكرمات ليس يمكن عدُّها***وغرُّ معان تُعجز النظم والنثرا
وماذا يقول المادحون بشأنها***وفي شأنها الرحمن قد أنزل الذكرا
هي الزهرة الزهراء فاطمة التي***ينير سناً أمجادها الأنجم الزُّهرا
كما تتوارى الشمس من نور وجهها***وتُخجل بدر التَّمِّ بالطَّلعة الغرّا
وبضعة خير المرسلين محمّد***ومن سمّيت في الذكر كوثرة الثَّرَّا
غداة انبرى العاصل بن وائل ساخراً***من المصطفى الهادي وعيَّره كفرا
فبشّره الله الجليل كرامة***بذرّيّة منها وإذ ذاك قد سُرّا
وأنجبت الزهراء للطُّهر عترة***تتيه بهم دنيا الوجود ولا نُكرا
همو خير خلق الله من وُلد آدم***وأرفعهم شأناً وأعظمهم أمرا
كرامٌ ميامينُ هداةٌ أئمّةٌ***يفيض على كلّ الورى فيضهم غمرا
تجلّت فجلّت في عُلىً ومحامد***أجل ... إنّ للخلاّق في خلقها سرّا
وقد دعيت في الإبتهال نساءنا***ولا غرو إذ فاقت نساء الورى طُرّا
وقدما أتى في هل أتى في مديحها***بيان إلهيٌّ بإيفائها النّذرا
نعم .. إنّها معصومة وزكيّة***بتول غدت من بين أترابها وَترا
كما أنّها مرضيّة ورضيّة***وإنسيّة حوراء صدّيقة كبرى ...
وما ابنة عمران على رغم فضلها***ببالغة من فضل فاطمة عُشرا
وما أُم إسماعيل هاجر في العلى***أو المجد يوماً تشبه البضعة الطُّهرا
ولولا عليٌّ لم يكن كفؤَها امرؤٌ***إذ اختار باريها لها المرتضى البرَّا
فلله بنتٌ قد دعاها لفضلها***أبوها له أُمّاً فزادت به فخراً
قد انعقدت في الأصل نُطفتها بما***تناوله المختارُ في ليلة الأسرا
ومن نورها في طور سيناء حينما***رأى قبساً موسى بن عمران قد خرّا
ولو شاء كتّابُ الورى أن يسجّلوا***محامدها يوماً وأفضالها الكُثرا
وكلّ بحار الأرض كانت مدادهم***لما كتبوا من سفر أمجادها سطرا
فيا مجمع البحرين هدياً ورفعة***وياليلة القدر التي خفيت قدرا
ويا آية الفجر الذي نسماته***إلى أبد الآباد فوّاحة عطرا
بجاهك ندعو ربّنا أن يُنيلنا***شفاعتَك المرجاة إذ نُرِد الحشرا
بمولدك الزاكي نُقيم احتفالنا***وقد زادت الذكرى لنا الأُنس والبشرا
عليكِ مدى الأيّام خيرُ تحيّة***وأزكى صلاة الله دائمةً تترى