عَـلى الـكُرهِ مـا فـارَقتُ أَحـمَدَ وَاِنـطَوى...عَلَيهِ بِـناءٌ جَندَلٌ وَرَزينُ
وَأَسـكَنتُهُ بَـيتاً خَـسيساً مَـتاعُهُ...وَإِنّي عَـلى رُغمي بِهِ لَضَنينُ
وَلَـولا الـتَأَسّي بِـالنَبِيِّ وَأَهـلِهِ...لَأَسبَلَ مِـن عَيني عَلَيهِ شُؤونُ
هُـوَ النَفسُ إِلّا أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ...لَهُم دونَ نَفسي في الفُؤادِ كَمينُ
أَضَــرَّ بِـهِـم إِرثُ الـنَـبِيِّ فَـأَصبَحوا...يُساهِمُ فـيهِم مـيتَةٌ وَمَـنونُ
دَعَـتـهُم ذِئـابٌ مِـن أُمَـيَّةَ وَاِنـتَحَت...عَلَيهِم دِراكـاً أَزمَـةٌ وَسِـنونُ
وَعـاثَت بَـنو الـعَبّاسِ فـي الـدينِ عيثَةً...تَحَكَّمَ فيها ظالِمٌ وَظَنينُ
وَسَـمَّوا رَشـيداً لَـيسَ فيهِم لِرُشدِهِ...وَها ذاكَ مَأمونٌ وَذاكَ أَمينُ
فَـمـا قُـبِـلَت بِـالـرُشدِ مِـنـهُم رِعـايَـةٌ...وَلا لِـوَلِـيٍّ بِـالأَمـانَةِ ديـنُ
رَشـيـدُهُـم غـــاوٍ وَطِـفـلاهُ بَـعـدَهُ...لِهَذا رَزايــا دونَ ذاكَ مُـجـونُ
أَلا أَيُّـهـا الـقَـبرُ الـغَريبُ مَـحَلُّهُ...بِطوسٍ عَـلَيكَ الـسارِياتُ هُـتونُ
شَكَكتُ فَما أَدري أَمَسقِيُّ شَربَةٍ...فَأَبكيكَ أَم رَيبُ الرَدى فَيَهونُ
وَأَيُّـهُـما مــا قُـلتُ إِن قُـلتَ شَـربَةٌ...وَإِن قُـلتَ مَـوتٌ إِنَّـهُ لَـقَمينُ
أَيـا عَـجَباً مِـنهُم يُـسَمّونَكَ الـرِضا...وَتَلقاكَ مِـنهُم كَـلحَةٌ وَغُضونُ
أَتَـعـجَبُ لِـلأَجـلافِ أَن يَـتَـخَيَّفوا...مَعالِمَ ديــنِ الـلَـهِ وَهــوَ مُـبينُ
لَـقَـد سَـبَـقَت فـيهِم بِـفَضلِكَ آيَـةٌ...لَدَيَّ وَلَـكِن مـا هُـناكَ يَـقينُ